السبت، 12 نوفمبر 2011

فوائد التين


التين.. عرف فوائده القدماء فقدسوه


أغرم الناس، منذ القدم، بالتين، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، لأنه طيبالمذاق ومفيد للصحة، وهو فاكهة قديمة جداً، كانت تستخدم منذ عصور عديدةللعلاج والغذاء، واعتبرت شجرة التين شجرة مباركة، حيث ورد ذكرها فيالقرآن الكريم
وجاء في الدراسات أن التين كان من أول الأشجار المثمرة، التي استغلهاالإنسان، قبل استغلال الشعير والقمح، على نطاق واسعوقد عثر علماء منالولايات المتحدة في العام 2006 على آثار تسع ثمار من التين مفحمة في واديالأردن، يعود تاريخها الى أكثر من أحد عشر ألف عام.
كما عرفه السومريون، حيث استخدموه في استهلاكهم المحلي قبل 2599 عاماً،ولا يزال سكان بغداد، والمناطق المحاذية، يذكرون الكثير من أنواع التين،خصوصاً الأحمر الكبير حتى يومنا هذا.
وقد استعمله الفينيقيون، أثناء تنقلاتهم براً، وبحراً، باتجاه الدول الأوروبيةالجنوبية، وظهر في النقوش والمنحوتات والرسوم القديمة للكثير من الشعوب.ويقال أنه وصل الى أهل اليونان من بلدة اسمها "كارياواقعة في القارةالآسيوية، ولذا يعرف باللاتينية بـ"ميكس كاريا". وكان التين، بالنسبة لليونانيين،يعتبر من الأطعمة الرئيسية والأساسية.
وكان هذا واضحاً مما ورد في المخطوطات الاغريقيةوقد اعتمد عليه المهتمونبالرياضة كأحد الأغذية المهمة، التي تزيد من قوتهم وتشد من عودهم، لدرجة أنسنت الدولة الاغريقية، في ذلك الوقت، قانوناً يمنع تصدير التين والفاكهة ذاتالصنف الممتاز من بلادهم الى البلاد الأخرى.
وتذكر بعض الدراسات أن التين جاء الى ايران، ثم دخل أوروبا عبر ايطاليا.وجاء في المخطوطات الايطالية القديمة ذكر أكثر من 29 صنفاً من التين، كانتمعروفة قديماً أيام الامبراطورية الرومانية.
وذكر الكاتب والمؤرخ الايطالي كايوس بليني، الذي عاش في عصر الامبراطورنيرون، أن التين المجفف وجد في بومبي (الهندفي حملات التنقيب التي أجريتعلى البلدة، التي كانت مطمورة بالرمال.
وأضاف هذا المؤرخ، الذي أورد الكثير من المعلومات المهمة عن التين في كتابهالشهير "التاريخ الطبيعيأن التين المزروع في حدائق المنازل كان يستعمللاطعام العبيد كي يمدهم بالطاقة والقوة لخدمة أسيادهم.
ويبدو أن أهل روما خصوصاً وايطاليا عموماً قد اهتموا بالتين، كما اهتم أهلاليونان، واحترموه كثمرة وفاكهة لها أبعاد كثيرة، طبيعية وغذائية وروحية، اذلعب دوراً مهماً في الأساطير اليونانية، اذ كان يقدم كقربان الى الاله "باخوس"في الطقوس الدينية
وقد اعتمد الرومان معبد "باخوسفي قلعة بعلبك في لبنان، بعد أن قيل إنالذئب الذي أرضع "روملوسو"رايموس" (مؤسسا الإمبراطورية الرومانية)استراح تحت شجرة التين.
وقد منحت هذه الصورة شجرة التين قدسية لا تجارى عند الرومان، منذالبدايات، ولذا كان يقدم كهدية اثناء الاحتفالات والطقوس الدينية والرسمية ورأسالسنة.
وتشير الكتابات الرومانية القديمة، ايضاً، إلى ان سكان بعض المناطق الإيطاليةكانوا يضعون أكاليل التين على رؤوسهم عند تقديم التضحية الى مكتشف الفاكهةالإله "ساتورن".
وعادة ما يؤكل التين طازجا عند الصباح، ويباع على الطرقات العامة فياليونان ولبنان وفلسطين وسورية، وبعض الدول الاخرىويلجأ البعض الىتجفيفه تحت اشعة الشمس ليشكل مؤونة غذائية لفصل الشتاء البارد، لأنه مليءبالسعرات الحرارية المغذية او ما يعرف بالسكريات.
ويجفف التين عادة في شمال العراق ومناطق كردستان، تحت أشعة الشمسالحارقة، قبل ان يشك بحبال رفيعة مستخرجة من نبتة القنب في شكل قلائدطويلة كالمسابح.
ويعتبر التين من العائلة التوتية، ويزرع في مناطق شتى من العالم، ولكن موطنههو الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق ومصر)، ويزرع في المناطق ذاتالشتاء الدافئ، نسبياً، والتي لا تتعرض للصقيع.
والتين أنواع منه، الإزميرلي والأميركي والعادي والبري المعروف بفحل التين.ويمكن أن تؤكل أوراق التين، فهي غنية بالمعادن وبخاصة الحديد، كما أن بهانسبة جيدة من البروتين، وإن كان الناس يقتصرون على وضعها في قواعدصناديق الفواكه الصيفية الأخرى، أو تغطيتها بها. 
الفوائد الصحية للتين
فوائد التين لا تحصى ولا تعد، ويقول بهذا الصدد استاذ النباتات الطبية والعقاقيربجامعة الازهر سابقا، طه ابراهيم خليفة، إن مادة "الميثالويثونيدز" (وهي منالمواد المهمة جدا لحيوية الجسم، وتعمل على تخفيض المواد الدهنية وتقوي القلبوتضبط التنفسالتي يحتوي عليها التين (والزيتون ايضامن المواد السحرية،التي تزيل اعراض الشيخوخة.
واستعمالات وفوائد التين كثيرة، وهي كالآتي: 
الإستعمالات الداخلية:
معالجة الامساكيمكن تناول التين المجفف أو الطازج، من دون أي تحضيرمعين، للتخفيف من الامساككذلك يمكن طهي ثلاث أو اربع ثمرات  تينطازجة مقطعة، وعشر حبات زبيب، في مقدار كوب كبير من الحليب، يتمتناولها صباحاً على الريقكما يمكن نقع ست ثمرات تين في الماء الفاترطوال الليل، ثم يتم تناولها صباحاً على الريق ايضاً.
التخفيف من الاضطرابات الهضميةيمكن تناول التين الطازج بعد الوجباتالخفيفة، أو قبل الوجبات الثقيلة، للتخفيف من اضطرابات الجهاز الهضميوهومفيد في مكافحة القرحة والطفيليات والجراثيم.
التخفيف من اضطرابات التنفسيحتوي التين على عناصر شافية، تخفف منتهيجات الأغشية المخاطية، وخصوصاً الجهاز التنفسي، لذلك فإن تناول التينالطازج يمكن أن يساعد على التخفيف من الاضطرابات التنفسية، وهو يلعبدوراً مشابهاً لدور مضادات الالتهابات.
معالجة التهابات الحلقويكفي لذلك غلي أربع أو خمس ثمرات تين طازجة فينحو 50ملليتراً من الماء، ثم يصفى الماء ويترك حتى يبرد، ثم يشرب لعلاجأوجاع الحلق.
هناك فوائد أخرى للتين نذكر منها:
1-يعالج الأمراض النفسية، ويعمل على تهدئة الأعصاب، وإزالة أنواع القلقوالخوف والإحباط والتوتر.
2- ينشط الكلى ويزيد في الدورة الدموية التي تغذيها للقيام بوظائفها.
3- يعالج أمراض تسرّع القلب، ويمنع تجمع الماء في القلب والرئتين والجسم.
4- يمنع النزيف، عبر مادة الفالتين التي يحتوي عليها، حيث تحتوي على مادةتدخل في عملية تجلط الدم وإيقاف النزيف، وعبر احتوائه على فيتامين (ك). 
ملاحظة:
لا ينصح المصابون بالسكري وعسر الهضم بتناول التين. 
الاستعمالات الخارجية:
لإزالة مسامير القدميوجد في التين أنزيمات تساعد على التخلص في النتوءاتالجلدية الزائدةلهذا يمكن استخدامه لإزالة المسامير، التي تظهر في القدمين،حيث يوضع لب الثمرة على المسامير ويغطى برباط طوال الليل.
لعلاج الحبوب والتقرحاتيتم تسخين التين في الماء أو الحليب، وتقسم كل حبةالى نصفين، ويوضع لب الثمر على البثور مباشرةوتعتبر هذه الطريقة فعالةجداً في العلاج، وخصوصاً تقرحات الفم.
يفيد في علاج النقرس، ويدخل في تركيب عدد من مستحضرات العناية بالبشرةوالشعر، وذلك لما يتمتع به من خصائص وقائية وملطفة ومرطبة، وهو يغذيالجلد والشعر ويقيهما من تغيرات الطقس القاسية ومن التلوث.
يفيد في علاج الجروح النتنة، وذلك بتضميدها بثمار التين  المجففة والمغليةبالحليب العاديوبعد أن تبرد قليلاً، يغطس بها الجرح، بحيث تكون قشرتهافوق الجرح مباشرة، وتثبت فوقه بالقطن والرباطويجدد الضماد ثلاث أو أربعمرات في اليوم الى أن تزول الجروح النتنة تماماً خلال أيام.
وبالاضافة الى كل ذلك، يعتبر التين من اغذى الفواكه، سهل الهضم، مانعللنفخة، منظم لحركة الأمعاء، مدر للبول، نافع للكبد والطحال ومجاري الغذاء،طارد للرمل من الكلى والمثانة، مسكن للسعال، ويفيد في علاج اضطراباتالحيض.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق