بسم الله الرحمن الرحيم
تنتشر هذه الايام ضاهرة تسليف الموظفين بضمان الراتب الشهري وبكفالة موظف اخر ونرى هؤلاء الشريحة من الناس قد تهافتوا على هذا العرض المقدم من قبل المصارف الحكومية
ولا اعلم ان كانت هنالك مصارف اخرى من الغير حكومية تقدم مثل هذا العرض .
ولكن من المؤكد ان نسبة الفائدة المقدمة هي 8% على سلفة ال خمسة ملايين ( 5000.000 ) دينار عراقي واما سلفة المئة راتب تصل الفائدة فيها الى 16 مليون دينار عراقي
وق تناقشت مع بعض الموظفين الذين استملو مثل هذه السلف فقالوا أنها حلال وقد تم تحليلها من قبل كثرة من علماء الدين في العراق حيث اني فهمت من احد هؤلاء بعض التوضيح عن
تحليل مثل هذه السلف وهو ان كانت الدولة هي التي تقوم بالتسليف كونها هي صاحبة رأس المال ( أي الراتب ) للعلم ان هذه السلف هي ربا والامر لا يقبل الشك .
من كتاب المتشابه من القرآن للمفسر المرحوم محمد علي حسن الحلي :
"حذّر سبحانه عن أخذ الربا وبيّن ما لصاحبه من العذاب يوم القيامة فقال (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا ) في الدنيا (لاَ يَقُومُونَ ) يوم القيامة من قبورهم (إِلاَّ كَمَا يَقُومُ ) السكران (الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) التخبّط هو الضرب على الأرض والسير على غير اهتداء ، والمسّ هو شدّة السكر وهي كلمة عربيّة استعملتها الفرس ، فتقول في أغانيها :"مس بودم هوشيارم كردي" أي كنت سكراناً فأصحيتني . فقوله تعالى (إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) يعني كمثل السكران الذي يتخبّطه الشيطان من شدّة السكر فيذهب به يميناً وشمالاً ويلقيه في المهالك . وهذا كقوله تعالى في سورة الحج {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} ، وقوله (ذَلِكَ ) أي ذلك العذاب لهم (بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ) فردّ الله عليهم وذمّ فعلهم فقال (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ) في جميع الكتب السماوية السالفة فكيف يحلّونه بأهوائهم ويجعلونه مثل البيع (فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ ) أي فمن بلغه وعظ من الله وزجر بالنهي عن الربا (فَانتَهَىَ ) عن أخذ الربا وتاب (فَلَهُ مَا سَلَفَ ) معناه فله ما أخذ وأكل من الربا قبل النهي (وَأَمْرُهُ ) في الرزق والعيش (إِلَى اللّهِ ) فإنّ الله يرزقه إذا اتّعظ وترك الربا واكتسب من الحلال وترك الحرام (وَمَنْ عَادَ ) إلى أكل الربا بعد التحريم (فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) يوم القيامة .
كان بعض المسلمين يشتغلون في الربا في زمن الجاهلية أي قبل إسلامهم وكانت لهم بقايا على أصحابهم فلمّا أسلموا وصار وقت الطلب طالبوا قومهم بذلك ، فنزلت هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ ) أي واتركوا (مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا ) على الناس (إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) إيماناً حقيقياً .
ثمّ أخذ سبحانه يهدّدهم ويتوعّدهم فقال (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ ) أي فإن لم تقبلوا أمر الله ولم تتركوا بقيّة الربا (فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ ) أي فاعلموا أنّ الله تعالى يأذن لرسوله بحربكم ومقاتلتكم إن لم تفعلوا ما أمِرتم به (وَإِن تُبْتُمْ ) من استحلال الربا وأقررتم بتحريمه (فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ ) دون الزيادة (لاَ تَظْلِمُونَ ) الناس بأخذ الزيادة على رأس المال (وَلاَ تُظْلَمُونَ ) بالنقصان من رأس المال .
(وَإِن كَانَ ) المديون (ذُو عُسْرَةٍ ) لا يتمكّن من دفع ما عليه من الدين (فَنَظِرَةٌ ) النظِرة تصغير الانتظار ، والمعنى فانتظروه (إِلَى مَيْسَرَةٍ ) الميسرة تصغير يسار ، والمعنى فانتظروه حتّى تتيسّر له الدراهم فيعطيكم (وَأَن تَصَدَّقُواْ ) أصلها وأن تتصدّقوا , فحذفت إحدى التاءين لتسهيل الكلام ، والمعنى وأن تتصدّقوا على المُعسر بما عليه من الدين (خَيْرٌ لَّكُمْ ) من مطالبته (إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) ما لكم عند الله من الأجر والثواب بذلك "( من كتاب المتشابه من القرآن للمفسر المرحوم محمد علي حسن الحلي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق