بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
الرحمن الرحيم مالك يوم الدين
والسلام على من قال الله فيه [ يَآأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّا أَرۡسَلۡنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ](الآحزاب 45)
ان ما يمُر بهِ العالم اجمع والعالم الإسلامي بصورة خاصةً من أزمات متوالة ومتتالة تخلق وتولد أزمات أخر ولكن قد يكون لازمة السكن على سبيل المثال حل او لازمة ظاهرة التصحر حل او أزمة العمل قد يوجد لها حلول لكن هل يوجد لازمة الأخلاق من حل واذا كان يوجد من حل ما هو الزمن المستغرق كي ننشئ جيل صاحب أخلاق قادراً على قيادة الأمة الى تطلعتها في مسيرة الحرية والاستقلال فاساس الحرية الشخصية هي في الحقيقة ان يمتلك الشعب مستوى اخلاقي بحيث لا يتعدى على الاخرين او مصالحهم وممتلكاتهم وغيرها م الامور التي تحد من الحرية .
فاذا اردنا ان نتكلم عن الاخلاق يجب علينا ان نعرف ما هي الأخلاق تعريفا وأصطلاحاًالأخلاق لغة :
الأخلاق / جمع خُلق – بضم الخاء وبضم اللام وسكونها- والخُلق في اللغة يطلق على معاني . قال في تاج العروس : (( والخُلق )) بالضم وبضمّتين : السجية , وهو ما خلق عليه من الطبع , وقال ابن الأعرابي , الخُلق : المروءة , والخُلق: الدين .. والجمع أخلاق )) .
الأخلاق اصطلاحا :قال مسكويه في ( تهذيب الأخلاق )الخُلق حال للنفس داعية إلى أفعالها من غير فكر ولا روية )
اذن ان كل ما يصدر من الأنسان من افعال او اقوال أنما هي من مجموعة اخلاقيه وقد تبرز وتتوضح اخلاق الشخص في التجارب و المحن او الضغوط او حسب الوضع النفسي له فقد تتغير بين حالة او اخرى ولكن لكل حالة هناك قد يكون خلق معين وبالمجمل ( هي إنعكاس نفسي عن شخصية الإنسان في السر والعلن)( الرأي الشخصي للأخلاق)
يقول الشاعر احمد شوقي في الأخلاق : انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا .
ان المطالع لحال العالم الآن لا بد أن تستوليَ عليه الدهشة والحيرة ويتملَّكَه الأسى والحزن، لما يرى من شرور ومفاسد وصراعات ومظالم، تدفع إليها الضغائن والأحقاد، أو المطامع والأهواء، أو الرغبة في التسلُّط والاستعلاء
أن لقول النبي محمد عليه السلام { "إنما بعثت لإتمم مكارم الاخلاق" } خير دليل على انه الأخلاق قد كانت موجودة بين العرف في زمن الجاهلية او زمن ما قبل الإسلام فهناك مثلاً الكرم , المروءة , الشهامة ,الأمانة , وإحترام الأباء , إحترام الكبير , الشجاعة , الغيرة على المحارم والشرف وغيرها فكل هذه الأشياء والصفات اصبحت اليوم ليس سوى كلمات تقال في الجالس والمحافل وغيرها كلمات جوفاء لا قيمة لها على ارض الواقع والملموس
و أن المتأمل في كتاب الله العزيز كان في أغلب الحالات يصف الحالة الاخلاقية للأنبياء والرسل فقد قال عن سيدنا ونبينا محمد عليه السلام [ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ]( القلم 4 )
فلم يقل عن النبي انه من المصلين او من الصائمين او قارئ القرآن بل وصفه بصاحب الخلق العظيم هذا لدور الأخلاق في جذب الناس للدين اقوى من العبادات فلو ان انسان كان عابد لله ذو خلق سيء مع الناس او مع اهله واقربائه فسوف يترك انطباع سيئاً لدى الاخرين خصوصاً عن الناس ان أغلب الناس اليوم هي عدوة للدين وخصوصاً الدين الإسلامي وأقل ما سوف يقال هل هذا هو الدين او هل هذا هو الإسلام .
وفي هذه الحالة سيكون مثل هذا الشخص تأثير سلبي وغير جيد على الدين .
كما وصف الله نبينا وسيدنا إبراهيم الخليل (عليه السلام) قائلاً عنه [إِنَّ إِبۡرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ ](التوبة 114) وكذل قال عنه [إِنَّ إِبۡرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ ] ( هود 75) فقد إقترنت هذه الآية الأخلاق بالدين
وكذلك قال عن نبينا نوح (عليه السلام )[ذُرِّيَّةَ مَنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبۡدًا شَكُورًا ](الإسراء3) والشكر لله من الأخلاق العظيمة فعكسها الجحود والانكران
ان الأخلاق صفة ملازمة ملاصقة لكن أنسان يعبد الله بصدق فمن الضروري ان يكون العباد لله ذو اخلاق .
فكل عابد ذو خلق ولكن ليس كل ذو خلق عابد [ فقد تجد الصدق والأمانة والنزاهة في اكثر الشعب شركاً مثل اليابان او سنغافورة او بريطانيا او غيرها وان وجدت حالات في بشكل نسبي ولكن قد تجد صفة غالبة على شعب مثل الغش الاستغلال او الاحتيال عليك في بلد " إسلامي" غيره من الدول العربية والإسلامية
والدليل على ان ليس من الضروري ان يكون ذو الأخلاق من اهل الدين ان هناك الكثير من الأنبياء كانوا معروفين بين قومهم بالأخلاق العالية والكرم قبل البعثة او الرسالة السماوية
ولكن من الضروري ان يكون صحاب الدين ذو اخلاق هو ان جميع الانبياء والرسل كانوا ذو اخلاق عالية وعباد لله
ولكي يكون المثال واضح كان النبي يسمى قبل البعثة النبوية { بالصادق الأمين}
أذن النتيجة تكون الأخلاق من الدين فليس كل صاحب اخلاق هو متدين ولكن من الضروري ان يكون صاحب كل دين صاحب اخلاق حميدة
اذا اردنا ان نصلح الدين اولاُ علينا ان نصلح اخلاقنا الظاهرة والباطنة لكي تستوعب الناس بعد ذلك الدين الحقيقي الذي جاء به النبي محمد (عليه السلام) الذي لم يبقى منه اليوم سوى أسمه اما مضمون الدين فلم يبقى منه الا الطقوس الرمزية او الصورية فلا أمانة ولا صدق ولا غيرها من أمور إلاخلاقية بقى وان كان فقليل جداً
أرجوا ان اكون قد وصلت الفكرة بشكل مبسط ان شاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين
هذا والله اعلم واكرم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاثنين، 2 أبريل 2012
هل أزمة الأخلاق من أزمة الدين أم العكس صحيح ؟؟؟؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق