قال تعالى :" إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ ۗ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ"

بعض الحوادث التي ذكر الله تعالى في كتابه العزيز كانت مرتبطة برؤيا للرسول، ويفهم منها الرسول أمراً لاينطبق تماماً مع الواقع وانما يكون لذلك أما اختبار أو فائدة للمؤمنين . وفي هذه الآية شاهد الرسول في منامه عدد قليل للمشركين قبل معركة بدر، ولو رأى الرسول المشركين كثيراً واخبر المسلمين بذلك لدب الخلاف و النزاع بينهم فالله العليم بذوات صدورهم.
ولكن كان هذا برؤيا ولم يكن وحياً.
والرؤيا الأخرى هي قبل صلح الحديبية ، قال تعالى "
لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَ‌ٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا".وقد فهم المسلمون من الرؤيا في باديء الأمر انهم سيدخلون مكة للحج ، ولكن ذلك حصل في السنة التي بعدها وكان في الصلح فتحٌ كبيرٌ ، ولكن بعض المسلمين ربما استاؤوا ان يعودوا الى ديارهم بعدما فهموا أن رؤيا الرسول ستحقق هذا العام.
وكان هذا ايضاً رؤيا وليس وحياً ، فلو شاء الله لأرسل جبريل فيوحي به ماسوف يحصل تماماً.

والرؤيا الأخرى هي رؤيا النبي أبراهيم (عليه السلام) لذبح ابنه اسماعيل (عليه السلام)، وبعد ان فهم النبي ابراهيم الأمر بذبح ابنه استعد للتنفيذ حتى جاءه الوحي انه قد صدق الرؤيا ، فلقد كان الأختبار بالرؤيا والتغييرالثابت بالوحي بأن يكون التضحية بكبش عظيم.
ومن هذا نجد أن وحي الله تعالى وكلماته ثابتة وواقعة لا تبديل لها ولانسخ، ولكن الرؤيا فيها في بعض الأحيان فتنة لأختبار المؤمنين وقد يدفعها الله تعالى ويجعل فيها صالحاً...

والله أعلم وأكرم...