قبل شروق الشمس ... وصل الصياد إلى النهر

وبينما كان على الضفة
تعثر بشيء وجده على ضفة النهر...
كان كيساً مملوء بالحجارة الصغيرة
حمل الكيس ووضع شبكته جانباً وجلس ينتظر شروق الشمس ...
كان ينتظر الفجر ليبدأ عمله ...

حمله بكسل و أخذ منه حجراً ورماه في النهر
وهكذا أخذ يرمى الأحجار ... حجراً بعد الآخر ...
أحب صوت اصطدام الحجارة بالماء ، ولهذا استمر بإلقاء الحجارة في الماء
حجر ...اثنان ... ثلاثة ... وهكذا .

سطعت الشمس ... أنارت المكان ...
كان الصياد قد رمى كل الحجارة ما عدا حجراً 
واحداً بقي في يده حين أمعن النظر فيما يحمله... لم يصدق عيناه ...
كان يحمل ماسة !
نعم ... ماسة ...

لقد رمى كيساً كاملاً من الماس في النهر ! 
و لم يبق سوى قطعة واحدة في يده
أخذ يبكي ويندب حظه التعس ... 
لقد تعثرت قدماه بثروة كبيرة كانت ستقلب حياته رأساً على عقبوتغيرها بشكل جذري
ولكنه وسط الظلام ، رماها كلها دون أي انتباه منه .
محظوظ هذا الصياد ، لأنه لا يزال يملك ماسة واحدة في يده ...



عادة لا يكون الناس محظوظين هكذا ...

تمضي حياتهم كلها دون أن تشرق الشمس فيها ...
لا يأتي الصباح والنور إلى حياتهم أبداً ...



يرمون كل ماسات الحياة ظناً منهم أنها مجرد حجارة ! 

الحياة كنز عظيم ودفين ...
لكننا لا نفعل شيئاً سوى إضاعتها أو خسارتها أو تبذيرها حتى قبل أن نعرف ما هي الحياة ... 
ليس مهماً مقدار الكنز الضائع ... 


فلو بقيت لحظة واحدة فإن شيئاً ما يمكن أن يحدث ...
شيئاً ما سيبقى خالداَ ... شيئاً ما يمكن انجازه ...