الأحد، 6 نوفمبر 2011

ماهو الحب






عالوا نتعرف على الحب من منظور جديد ...



كثيرة هي الأسئلة التي تطرح عن الحب...من هو هذا الحب من هو هذا المولود الجديد الذي يهز بتكوينه كل وجود إنساني....كيف أحب كيف أحافظ على هذا الحب وكيف اتمتع به ولا أجعله ينتهي الى جرف الاحزان
فالحب هو كلمة لبعض الناس  ، ومعنى صافي للبعض الاخر
فالحب لم يولد لنكتبه ونعطيه ألوان....الحب ولد على ذرات الاثير  ليكبر ونكبر معه فالحب الصادق يولد من المحبة الصادقة لله فإذا احببت الله قادك هذا الحب لمحبة أجزاء الله..ونحن بوعينا المحدود نبحث عن الأجزاء وننسى الكمال الذي هو اصل الحب وملهمه وحاميه.
فنحن كالذي يبحث عن السمك في الصحراء فهذا السمك يسبح في شيئ وما علينا سوى فهم هذا الشيئ ثم التعامل مع اجزائه.
الحب هو هذا الإهتزاز الكوني الذي يتسرب لروح كل بني البشر وكل المخلوقات ، دون ان يطرق الباب ودون إنذار ودون تفكير..هذه الحاجة التي تأخذ من كيانك ليس لتنقصه بل لتعطيك...تؤلمك ليس لتؤذيك بل بهدف ان تداويك..تجعلك تصرخ شوقا ليس لتسمع الناس بل لتسمع نفسك... لتقتل الانا الصغيرة فيك ولتحرق كل صفحات ماضيك . لتلسعك بنسمة البرد ولا  تتركك معرى ، بل تغطيك... تقطعك عن الدنيا ليس لتؤذيك ، بل لتعود وتفتح مجاريك...

الحب هو هذا التكوين الالهي الذي ياخذ ليعطي.. ويعطي من ذاته ليشبع...هذا التكوين الذي يبني ليرفع ولا يرتفع ليجاريك....هذا الكيان الذي وجد ليكون وينشر كنه على كل ما في الكون ، هذا الكل الذي كان والذي لم يكون بعد

الحب الحقيقي الصادق يهتز ويتدفق في الكون وكل منا قادر على استقطاب هذه الذرات المهتزة والمتدفقة في كل ارجاء الكون ، وكل منا قادر على التعرف عليها ....فإذا اهتز كيانك مع ما قطفته من هذه الطاقة الكونية ..فهذا يعني انك قطفت الثمرة التي ستغذي جسدك وتحييه بها ...ولكن ليس كما نختبر ونعيش هذه الايام ، في أن نقطف ثمار الكون قبل ان تنضج فنحرمها  حقها في اكمال مرحلة النضوج ، ونحرم انفسنا من التلذذ بمذاقها الحقيقي .. وعندما تنضج بين ايدينا  نكتشف انها غير ما زرعناه في رياض هذاالكون ... علينا أن نعي حقيقة هذه الطاقة من الحب ، فالحب دون وعي كالذي  يتخبط في الماء دون تعلم مبادئ السباحة دون الوعي لفوائدها ومخاطرها.... الإدراك في الحب يعني التمهل والتروي والالمام به من كل الجوانب... والجانب الروحي هو الأهم  ، لانه يجعلك تعي كيف تقود جسدك نحو طاقة الحب دون ان تؤذيه...دون ان تجعله الة للاستهلاك ...ولا حتى الة للإنتاج البشري...لماذا؟؟؟
لان الحب الصادق يحترم , يحترم الإنسان ككيان وليس كتكوين...فإذا اردت ان تعتبره الة ..فاجعله الة لتكوين الفكر الواعي وبهذا تكون احترمت جسدك ولم تحرمه...فإذا كنت تملك طاقة الحب فلا تبخل بها ولا تهدرها ، اي كن عادلا في صرفها لان قلبك سيتغذى ايضا منها.. فلا تحرم قلبك ولا تبخل على قلوب الناس بالعطاء ، والبسمه وتقدير الكيان البشري ورؤية جماله من الداخل وليس من خلال جمال  القشور الخارجيه ....ان التجميل وسيلة الانسان المتعبة للوصول للجمال... لكن الجمال الداخلي وسيلة الانسان المقنعة التي سينعكس صدقها على جمال عينيه وبرائة ملامحه والمسحة الربانية التي لونت وجهه ، وكلنا نسعى بالنهاية للاقتناع والرضى عن انفسنا .. لكن كل كيان يتبع خطواته الخاصة وكل كيان يتلقى نتائجه الخاصة ايضا ... وان كل كيان له من الحب ما اختار ، لكن عليه احترام الاقدار...سواء كان اختار الحب أو اختار الجمال أو اختار الهدوء ....وما اكثر الاختيارات في هذه الدنيا وما اجملها إذا ما تكللت بالوعي والمعرفة الصحية لعواقبها الايجابية والسلبية
    هل يوما سيصل العالم لان يتعامل مع الحب كفكر ، فأنت بفكرك ستحرك اهتزاز الفكر الاخر وتجذبه نحوك دون السعي بالاساليب
  الدنيويه للحصول عليه....وهذا قد نراه يحدث الان ، لكن الذي لم يحدث بعد هو كيف تجسد هذا الفكر وتحوله لحب يحرك مشاعرك ويجسدك كزوج وزوجة ، لكن ليس بالأجساد ، بل بأرواح لتحلق في هذا الكون الواسع تاركة اجسادها متأملة على الأرض ... فمن يملك القدرة على الوصول لهذا التكوين بفكره ، سوف تغدو اللمسة الجسدية دواء بحد ذاتها....فيا أيها المحب العاشق....اسعى لطلب الحب لتحيا..واسعى لطلب الحب ناضجا لكي تكون قادراً على الإرتقاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق