الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

أعمــآل شهـــر ذي الحـــجة الحـــرآم...

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
بمناسبة قرب حلول شهر ذي الحجة الحرآم
أقدم لكم أعمآل هذآ الشهر ...لتنآلوا الثواب العظيم..

فيما نذكره من الاهتمام بمشاهدة هلاله ، وما ننشئه من دعاء ذلك وابتهاله لان فيه الفضل الذي يختص بالعشر الأول منه ، وما يختص بالحج الذي لا ينبغي الغفول عنه ، وما يختص بيوم الغدير ، وما يختص بيوم المباهلة العظيم الكبير
، وما سوف نشرحه في أوقاته ، فتنظر هلاله من لوازم العارف ومهماته ، ولم أجد له دعاء يختص بالنظر إليه ، فأنشأنا لذلك ما دلنا الله عزوجل جلاله عليه ، فنقول :
اللهم ان هذا هلال عظمت شهره ، وشرفت قدره ، وأعلنت ذكره ، وأعليت أمره ، ومدحت عشره ، وجعلت فيه تأدية
المناسك ، وسعادة العابد والناسك . وكملت فيه كشف الولاية المهمة على العمة وزوال الغمة ، بما جرى في الغدير
ثامن عشره ، وإظهار الله جل جلاله لسره حتى صار للدين كمالا وتماما ، وللإسلام عقدا ونظاما ، فقلت جل جلالك :
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) وخصصت هذا الشهر بيوم المباهلة ، الذي
أظهرت حجة الإيمان على الكفر إظهارا مبينا ، ووهبت للذين باهلت بهم مقاما مكينا .
وأودعت في هذا الشهر من الإسرار والمبار ما يأتي ذكر بعضه بصحيح الأخبار وصريح الاعتبار ، وجعلته تسلية عما
يأتي بعده من شهر الامتحان ، فبدأت بالإحسان والامتنان قبل التشريف بالرضا بالبلوى الزائدة في جهاد أهل العدوان .
اللهم فكما عرفتنا بشرف هذه العوائد ودعوتنا إلى الضيافة إلى مقدس تلك الموائد ، فطهرنا تطهيرا نصلح به لموافقة أهل
الطهارة ومرافقة فضل البشارة . وهب لنا فيه ما يعجز منه منطق أهل العبارة ، وليكون فوائد رحمتك وموائد ضافتك
صافية من الاكدار ، ومصونة عن خطر الاصار ، ومناسبة لابتدائك بالنوال قبل السؤال . وابدأ في ذلك بمن يستفتح بالبداية
أبواب الفلاح والنجاح ، وأشرك معنا من يعيننا أمره ، واجمع قلوبنا على الصلاح ، برحمتك يا ارحم الراحمين .

______________

فيما نذكره في كيفية الدخول في شهر ذى الحجة

قد ذكرنا ونذكر من جلالة هذا الشهر وإقباله وقبوله ما ينبه على تعظيم دخوله ، وقد قدمنا في شهر رجب وشوال وذي القعدة ما هو كالذخيرة والعدة ، ونزيد هاهنا بأن نقول : انك تدخل في هذا الشهر إلى موائد قوم أطهار وفوائد ديوان مطلع على الأسرار ، فبطهر من دنس المعاتبات ونجس المعاقبات ، وتفقد جوارحك من الأقذار قبل التهجم


على مساجد الأبرار ، واغسل ما عساك تجده من وسخ في قلبك وحجاب دينك المفرق بينك وبين ربك .

فإذا تطهرت الجوارح من القبائح وخلعت ثياب الفضائح فالبس ثوبا من العمل الصالح مناسبا لثياب من تدخل إليهم وتحضر بين يديهم ، وقدم قدم السكينة والوقار ومد يد المسألة والاعتبار ، وقف موقف الذلة والانكسار ، واجلس مجلس السلامة من الاعتذار ، وكن مؤبدا على مرادهم ، وقد ظفرت بما لم يبلغه أملك من إسعادهم وإنجادهم وارفادهم .

واذكرني في ذلك المقام الشريف ، الا انما ضيف الكرام يضيف ، عرض بذكرى عندهم عساهم ان سمعوك سائلوك عنى .



______________


فيما نذكره من فضل العشر الأول من ذي الحجة على سبيل الاجمال

اعلم ان تعيين الله جل جلاله على أوقات معينات تذكر فيها جل جلاله ، دون مالا يجرى مجراها من الأوقات ، يقتضى ذلك تعظيمها ومصاحبتها بذكره الشريف بالعقول والقلوب ، وان لا يخليها العبد من أذكار نفسه بانها حاضرة بين يدي علام الغيوب وان يلزمها المراقبة التامة في حركاته وسكناته ، ويطهرها من دنس غفلاته ، حيث قد اختارها الله جل جلاله لذكره ، وجعلها محلا لخزانة سره ، وأهلا لتشريفها بتعظيم قدره ، ومنزلا لاطلاق بره ، ومنهلا للتلذذ بكأسات شكره .

وهذا عشر ذي الحجة من جملة تلك الأوقات ، قال الله جل جلاله : ( واذكروا الله في ايام معلومات ) . فرويت باسنادى إلى جدي أبى جعفر الطوسي فيما ذكره في المصباح الكبير وغيره


من الروايات عن الصادق صلوات الله عليه : ( ان الأيام المعلومات عشر ذي الحجة . )


أقول : وينبغي ان يكون مع أذكار عقلك وقلبك ونفسك باطلاع الله جل جلاله عليك في هذا شهر ذي الحجة ، الذي انعم الله جل جلاله به عليك ، وجعله رسولا يهدى ما فيه من الفضائل إليك ، على صفات من يتلقى نعمته جل جلاله بالتعظيم والثناء الجسيم ، ويتلقى رسوله بالتكريم ، والإقبال على شكر ما أهداه إليك من الفضل العظيم واشغل جميع جوارحك بما يختص كل منها من العبادات ، حتى تكون ذاكرا لله جل جلاله في ذلك العشر فعلا وقولا في جميع التصرفات .


فاحسب ان هذا العشر قد جعله سلطان زمانك وواهب احسانك وقتا للدخول إليه والثناء عليه بين يديه ، أفما كنت تجتهد في تحصيل الألفاظ الفائقة والمعاني الرائقة الجامعة لأوصاف شكره ويشر بره ، وتجمع خواطرك كلها في حضرته على الإخلاص في مراقبته ، ولا تقدر ان تغفل في تلك الحال عنه ، وهو يراك وأنت قريب منه .


فان الله جل جلاله أحق بهذا الإقبال عليه والأدب بين يديه وأرجح مطلبا ومكسبا بالتقرب إليه ، فأين تأخذ عنه يمينا وشمالا ، وتذهب منه تهوينا وضلالا ، لا تغفل فانك في قبضته وأنت ميت وابن أموات ، صنايع نعمته وبقايا رحمته .


فيما نذكره من زيادة فضل لعشر ذي الحجة على بعض التفصيل

وجدنا ذلك في كتاب عمل ذي الحجة تأليف أبى على الحسن بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن اشناس البزاز من نسخة عتيقة بخطه ، تاريخها سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ، وهو منصنفي أصحابنا رحمهم الله ، باسناده إلى رسول الله صلى الله عليه


وآله انه قال : مامن أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عزوجل من أيام العشر - يعنى عشر ذي الحجة - ، قالوا : يا رسول الله ! ولا اجهاد في سبيل الله ؟ قال صلى الله عليه وآله : ولا اجهاد في سبيل الله رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ .

ومن ذلك باسناد ابن اشناس البزاز رحمه الله عن النبي صلوات الله عليه وآله قال : ما من أيام أزكى عند الله تعالى ولا أعظم أجرا من خير في عشر الأضحى ، قيل : ولا اجهاد في سبيل الله ؟ قال صلى الله عليه وآله : ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشئ . وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق