السبت، 5 نوفمبر 2011



المرأة بين العلم والعمل


ان المرأة اذا ما أخذت حجمها الاجتماعي الذي تستحقه فان

ذلك سيؤثر إيجاباً على خلق اسر صحية وإعداد أجيال فاعلة ناشطة

ذكية كفوءة ومن ثم تهيئة مجتمع متماسك قوي هو أحوج ما نحتاج في ظرفنا الحالي .


واما بخصوص المخاوف التي تراود الكثير من ابناء مجتمعنا تجاه هذا

الموضوع وميل البعض منهم إلى ابقاء الأمور على ما هي عليه وعلى

التمسك بإقصاء المرأة عن آلة الفعل الحقيقية داخل المجتمعات المجتمع

وعلى الربط بين الحركة والشر وجمع التغير بالإثم واقتران المطالبة بالبدعة

فيمكن القول ان جهل المرأة هو بالضرورة اقرب إلى اختلاط الأمور

وعدم التميز بين الخطأ الصواب من علمها وتعلمها فالمراة ،

لكي تعرف الخير والشر ولكي تتعلم مبادئ الأخلاق وأصول الدين

واليات التربية الصحيحة فأنها لابد ان تتعلم هذا مع التذكير بان الدين الإسلامي

لم يحرم العلم على المرأة كما لم يحرم عليها الخروج إلى دور العلم والعبادة

لا بل انه جمع المؤمنين كلهم ذكورهم وإناثهم في امر واحد وهو ضرورة

طلب العلم والشواهد على ذلك كثيرة فقد حفل تاريخنا الإسلامي بأسماء

الكثيرات من النساء الأديبات والشاعرات والعالمات والفقيهات .


وبعد العلم يأتي العمل ، والعمل هو مصدر رزق للفرد والعائلة ومصدر

خير وإنتاج للمجتمع والمرأة اذا كانت عاملة فان ذلك سيمنحها بالتأكيد

قوة اضافية تحصنها من مهاوي الزلل ومواطن الرذيلة والكل يعلم ان


أكثر الأخطاء والمفاسد في العالم اجمع اقترفت بذريعة الفقر والعوز

والحاجة واما بالنسبة للمجتمع فان ركن المرأة وتهميشها والاستغناء

عن خدماتها يعد هدراً سافراً لطاقة البلد ، فهي كما اشرنا في الجزء

الأول من هذه المقالة تفوق الرجل في العدد وأنها تمتلك من

القدرات والطاقات ما يوازي ما يمتلكه الرجل .


وعليه فأنها على اقل تقدير يمكن ان تعد قدرات مساندة وداعمة لقدرات

الرجل وقدرات المجتمع بوجه عام .

واكثر من العلم والعمل يأتي دور المرأة داخل الأسرة وان أي فرد منا يعلم انه

استلم مبادئ الحياة في صغره من أمه أكثر من أبيه وأنها هي التي

علمته مسميات الأشياء ومفردات السلوك ووسائل التميز بين الخطأ

والصواب وهي التي كرست أكثر الخصال التي يحمله عليه الآخرون ،

وعليه فان معادلة الاختيار تبدو غير معقدة اذ ان المرأة المتعلمة

المتنورة ذات الفكر الناضج والرأي السديد والدور الفاعل هي اقدر
على تكريس مبادئ الحق والخير والعدل وحب الآخرين من المرأة

الجاهلة الخاملة المهمشة الضعيفة ، ان إعطاء الحرية للمرأة يعني بوجهة

الصحيح غير المحرف رفع الظلم عنها وتجنيبها الأفعال التي يرفضها

الفقه وتأباها الشريعة قبل رفض القوانين المدنية والأعراف

والحقوق المدنية لها مثل العنف والإهانة والاستصغار والإسكات

وان المرأة ( القارورة ) التي امرنا بالرفق بها قابلة للكسر والتهشم

وقابلة للتحول من اعطاء الفائدة إلى إصدار الألم ومن العطاء إلى

الخواء من الإيجاب إلى السلب ولا أروع من التالف ولا انفع من العلم

ولا أكثر من بركة من الحركة والعمل . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق