الأحد، 27 نوفمبر 2011

حب يخلد الذكرى






حب يخلد الذكرى

-الو ... مرحبا  سمير كيف حالك ؟
- انا اسف ... انا لست سمير .
-هل بسمير لو سمحت ؟
سكت صوت الشخص الذي كان يرد برهه ثم قال بصوت يلأه الحزن .
-ان سمير قد ... قد مات
-ماذا تقول ... ارجوك لا تمزح معي هل يمكنني مخاطبة سمير ؟
-انا اعتذر  ... لكنني لا امزح .
-ومتى حصل ذلك ... وكيف ؟
-منذ ثمانية ايام ... قتل برصاصه خاطئة .
لم تستطع  نور اتمام الحديث بعد سماعها الخبر المفجع والمألم  فأغمي عليها , في حين ظل الصوت في ذلك الاتصال يردد
-من المتصل ... الووو ... يا انسه من انتي ؟
اتت  رهام وهي تطلق صيحه مدويه  عند رؤيتها لاختها نور مغشي عليها وهي  ممددة على الارض  واخذت اختها في احضانها وهي تحاول ان تعيد لها وعيها
                       ----------------------------------------------------------

-اين انا ؟
-الحمد لله على سلامتك يا نور  .
- ما الذي حصل ؟
- لقد
قبل ان يتمم الدكتور هشام جارهم في الشقه المقابله كلامه اردفت  نور تقول :
-آه لقد تذكرت  .... لقد مات .
-هدئي من روعك ... هل لكي ان تخبريني مالذي حصل  .
- انا اشكرك يا دكتور هشام  لقد اتعبتك معي .
-لا تقولي ذلك ... ها .. هل يمكنني معرفة ما احصل ؟
- ارجوك يا دكتور هشام اريد البقاء لوحدي  .
-حسنا ... لكنني ساعود لرؤيتك مرة اخرة يوم غداً ان شاء الله .
خرج الدكتور هشام ودخلت  رهام  بعد لحظات  وجلست قرب اختها  وسالتها :
-         ما بكي يا نور هل تودين ان تقولي لي شيئاً .
-         ارجوكي يا رهام اريد ان ابقى وحدي ؟
-حسنا كما تشائين المهم انك بخير
وما ان خرجت رهام حتى سمعت بكاء نور  في الغرفه  , حيث انها كانت تبكي بحرقة شديدة
مالي حصل يا ترى  ؟ قالت  رهام ذلك وجلست في غرفة المعيشه لكي تجد حلاً لكي تخرج اختها مما هي فيه .
                                ---------------------------------------------
-صباح الخير يا رهام .
-صباح الخير دكتور هشام
-اتيت لرؤيت نور .
-حسنا سأدخل لكي  اعطيها خبر وصولك .
قالت رهام ذلك ودخلت لغرفة نور  وتركت الدكتور  مع والدتها  التي بدورها دعته لتناول قدح من الشاي .
بعد بضع لحظات خرجت نور من غرفتها  وحيت الدكتور هشام .
-صباح الخير ... دكتور هشام .
-صباح الخير يا نور   اتمنى ان تكوني بخير  .
قال ذلك  , لكنه لاحظ السواد تحت عيني نور وقد ذبلتا من كثر البكاء ليلة الامس .
-اعتقد بأنك افضل الان ... لكنني اتيت فقط لكي اقول لكي بانني ادعوك على العشاء مساء اليوم , اتمنى ان تكوني جاهزه , ولا اريد اية اعذار .
ظلت نور في صمت طويل ولم ترد بكلمة .
-حسنا السكوت علامة الرضى .
قال ذلك  ونهض  وهو يحمل حقيبته , وبعدها حيى الجميع وهو يقفل الباب ورأه
                        --------------------------------------------------
دق جرس الباب قرابة الساعه السادسه مساءاً
فتحت رهام الباب وهي تقول :
-اهلا دكتور هشام  ... تفضل بالدخول
-اكيد سأدخل ... وهل نسيتي كم لعبنا هنا سوية  وكم حملتك وانتي طفلة صغير .
-اجل اتذكر ... ولكنني لست صغيره لهذا الحد ... فأنت لا تكبرني الا بثماني سنوات .
-وهل هذا قليل ... حسنا الان ابلغي نور بقدومي علينا الذهاب .
-حسنا .
دخلت رهام غرفة نور لتبلغها وصول هشام لكنها استغربت حين رأتها لم تغير ثيابها
-ما هذا الم تجهزي بعد ؟
-اعتقد بأنني لن اذهب .
-مالذي تقولينه .... انت مرتبطه معه بموعد .
-كلا لم  لم اتفق معه على اي موعد وهل من طلب ذلك .
-ولكنك لم ترفضي .
قالت رهام ذلك وهي تعطي نور فستانها الازرق المطرز بوردة بيضاء , حيث انه فستانها المفضل .ثم اردفت :
-يجب ان تذهبي ... انت تحتاجين الى القليل من التغيير لكي تخرجي مما انت فيه , وانت مخيرة لا يمكنني ان ارغمك على شيء انت لا ترغبين بالقيام به .
قالت وخرجت لكي تنظم الى والدتها والدكتور هشام .
بعد لحظات خرجت نور وهي ترتدي فستاناً اسود , فاستغرب الجميع من ذلك  فوقفت رهام وقالت :
-ما هذا اللون هل انت ذاهبه الى حداد ؟
-اسكتي  انت  انه لون جميل .
قال هشام ذلك وهو ينبه رهام على عدم الضغط على نور حتى لا تغير رأيها .
وبعدها فتح هشام الباب  مصطحبا نور معه السيارة .
                  ---------------------------------------------------------

-ها  قد وصلنا .
قال هشام ذلك وهو يركن سيارته قرب مطعم راقي يقع على ضفاف النهر  الازرق الذي لطالما احبت نور ان تكون واقفةً على ضفافه  بالساعات وهي تتامل النهر ومياهه الزرقاء .
نزل هشام بعد ان اطفىء محرك سيارته واستدار ليفتح الباب لنور .
بعد ان انتهى هشام من طبقه نظر الى طبق نور وادرك انا لم تاكل شيئا من طبقها .
-ها والان ماذا تحبين ان تفعلي هل تريدين ان اصحبك لمكان ما .
-اجل اريد الذهاب للبيت .
ادرك هشام بان خطته مع رهام بأت بالفشل حين طلبت منه ان يصحب نور للعشاء لكي ترفه عن  نفسها ,وعلها تقول شيئا.
-ارجوك توقف هنا .
اوقف  هشام سيارته عند احدى الارصفه المطله على النهر . بعد تركهما للمطعم , ونزل يلحق بنور التي نزلت من السياره ووقفت على الرصيف عند الشاطيء .
-انا اعتذر عن مقاطعتك .
لكن نور لم ترد عليه .
-بعد عدة دقائق  من السكون والهدؤ الذي ساد بين الطرفين .
-هل تريدين ان تخبريني  شيئا عن سمير .
ما ان سمعت نور الاسم حتى اخذت دموعها تنهمر والحزن قد بان في عينيها ,ما ان رأئ هشام دموعها التي تشبه الؤلؤ على خديها حتى اخذها في احضانه وهو يقول .
-هدأي من روعك ... ارجوك لا تفعلي ذلك بنفسك .
وبعدها احس ان نور قد هدأت فأردف يقول
-ها تريدين ان تعودي الى البيت ؟
-لقد مات .... مات سمير يا هشام ؟
-هلي تريدين ان تتكلمي لي عما في داخلك ؟
-منذ ثلاث  شهور جائتني رسالة على هاتفي المحمول , فتحتها فوجدتها رسالة فارغة  , فحاولت التاكد من رقم المرسل فلم اتعرف على ذلك الرقم حيث انه لم يكن مسجل لدي .
-وماذا فعلت ؟
-لم اهتم قلت قد يكون المرسل اخطئ في الارسال .
-حسنا اكملي .
-وبعدها بايام جاتني نفس الرساله من نفس الرقم !
-فاتصلت بالرقم لكي اتبين هوية المرسل , لكن لم يجيبو على الاتصال .
سكتت ماسة برهه وهي تذرف من الدموع والاهات ما يثقل كاهل هشام حيث انه لم يكن ليحتمل تلك الدموع الغالية على قلبه .
-وفي مساء نفس اليوم اتصل بي الرقم المجهول ؟ ! .... فاجبت على الاتصال ... نعم  من المتصل , فرد علي صوت لم  لم اعهده من قبل .
-اهلا نور انا اسف على ازعاجك في هذا الوقت ... واعتذر عن عدم الرد على اتصالك لانني كنت في مكان اعجز فيه عن الرد .
-انا لا اطلب منك ان تقدم لي تفسيرا عن عدم الرد كل ما اريد معرفته هو سبب ارسالك الرسائل الفارغه على رقمي ؟
-ارجو ان لا تتعجلي في الحكم على الموقف بهذه السرعه كل ما استطيع قوله لكي هو انني سأتصل بكي لاحقا لكي اوضح لك الامر .
فقلت له :
-ومن قال لك اني سانتظر منك اتصال اخر اذا كنت ترغب في تقديم تفسير فقله الان .
وبعدها انهيت الاتصال  , وسجلت الرقم  باسم المجهول لكي اتبينه حين الاتصال ولا ارد عليه .
ولكن في اليوم التالي اتصل نفس الرقم ,كنت متردده في الرد عليه لكنني لم استطع تمالك نفسي فقد اردت معرفة هوية المتصل وكيف تسنى له معرفة رقمي .
-وماذا فعلت .
قال هشام ذلك وهو يستمع الى كلام نور .
-رددت على المتصل , وكان نفس الصوت  ومن دون الدخول في تفاصيل , اتضح انه كان شخصا يعرفني بل يعرف كل شيء عني , وقال انه يود مقابلتي , وبعد عدة اتصالات تكلمنا فيها لم اعرف منه غير اسمه وهو سمير .
ولكن كيف عرفت الاسم ؟
قال نور ذلك وهي في بالغ التأثر والاستغراب .
-لقد سمعتك رهام ترددين الاسم اكثر من مرة وانت نائمة ليلة الامس .
-وطلب منك دعوتي للعشاء والاستعلام عن الامر اليس كذلك ؟
- لا تقولي ذلك تعلمين جيدا يا نور اني ورهام نهتم لامرك , وبسبب قلقنا عليك ارنا معرفة الامر .
-انا اعتذر عن كلامي لكني اعتقد بانك تقدر موقفي .
-بكل تاكيد ... هلا تكملين  ماحصل بعد ذلك ؟
-لاشيء سوا انني بعد ذلك اكتشفت انني  لا استطيع منع نفسي من عدم الرد فهنالك شيء غريب  يرغمني على الرد على كل اتصال من سمير .
-هل كان يحبك ؟
-نعم لقد احسست بالفعل انه يحبني
-وانت هل احببته ؟
-لا اعرف فأنا لم اره  مطلقا .
-ولماذا لم تتقابلا ؟
-كان يطلب مني ذلك بأستمرار , لكنني كنت ارفض
-ولماذ ترفضين ؟
-كنت مترددة من مقابلة شخص اجهله ... لكن بعد ان قررت الموافقه على مقابلته , كان يستعد للسفر برحلة عمل ولم اتمكن من مقابلته .
-لماذا ؟
-لانني حين اتصلت به بعد ما رأيت من تأخره في سفره ... بلغوني بهذا الخبر .
قالت هذه الكلمات  وعادت لبكائها المؤلم الذي ترك بين طيات قلبها جرحا لا احد غير الايام هي الكفيلة بشفاءه
-الحق لا اعرف ما يجب علي قوله  .
- لاتقل شيئا فكل ما علي  فعله الان هو ان ادعو واصلي له .
-وان تتكريه ايضا .
-وكيف لي ان اتذكره وانا لم اره ؟
-ليس المهم انكي رايته بعينك ولكنك رايته بقلبك  وسيظل صدى صوته يرن في اذنيك كلما اشتقت له .
-صدقت القول.
-أذا فقد احببته ... كل هذا دليل على انك احبتته .
-اجل لقد احببته لكن ما الفادة الان فقد مات .
-اجل قد يكون مات لكنه خلف ورآه حباً يخلد ذكراه .
قال هشام ذلك وهو ينظر الى قرص الشمس  وهو يعلن عن بداية يوم جديد في حياة نور لتخلد حب قام وبنى عبر الاثير مابين الروح والروح والقلب والقلب مابين نور وسمير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق