الاثنين، 31 أكتوبر 2011

الام المثاليه


الأم المثالية (قصة واقعية)
 
 
 
يحتفل العالم كله بعيد الام اليوم ويعتبر بعض الناس هذا العيد مناسبة وبدعة أجنبية قدمتها الثقافة الغربية التي تعاني التفكك والانهيار باشكاله المتعددة من تفسخ العلاقات وجحود الابناء فخصصوا يوماً واحداً في السنة لعله يصل ما انقطع ويعيد للاسرة احترامها ويروي مرة أخرى شجرة الحب الجافة بين افراد الاسرة.
ومهما يكن من اختلاف الاراء الا انها مناسبة نجدد فيها احترامنا ومحبتنا للام فهي التي قال فيها القرآن الكريم : (وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)
الام لها حق علينا كأبناء ان نعتني بها ونطيعها ونعبر لها عن محبتنا ومودتنا ولا ندع لانواء الجحود والاهمال ان تعصف بحياة الاسرة.
وهذه قصة واقعية اصر صاحبها ان ينشرها حرفيا وحاولت ان اساعد في نشر قصته لكي يشرح من خلالها احدى الامهات لتكون ام مثالية ضربت اروع الامثلة في الاخلاص والتفاني في تربية الابناء.
كنت الابن الوحيد عاملتني بكل حب وحنان وعناية وكانت حنونة على اصحابي -ايضا- وكنت اعاني من بعض المشاكل الصحية اثناء دارستي في المرحلة المتوسطة مما جعلني اتعثر ولا اكون من اوائل صفي وكنت اجاهد كي لا ارسب رسوبا نهائيا.
وقفت بجانبي وكانت تساعدني فهي مثقفة وخريجة جامعة في كل ما يعترضني من مشكلات ومعوقات دراسية بصبر وحنان لا نظير لهما حتى الان … قد يكون الامر عاديا وتقوم به أي ام دون تقصير … لكن كانت الوقفة الكبرى التي وقفتها هذه الام معي في امتحان الثانوية الذي يعد محنة كبيرة يتقرر بعدها المستقبل النهائي لكل طالب… هل سيلتحق بكلية يرغب فيها وتكون من كليات القمة كما يطلقون عليها؟؟
 
وفي الشهر الذي سبق الامتحان اصبت بوعكة صحية شديدة اوشكت ان تقضي على مستقبلي الدراسي وآمالي في النجاح والتفوق في امتحان الثانوية العامة .. يا لها من كارثة تحتاج إلى صبر ومثابرة حديدية !!! … لم تهتز الام .. ولم تيأس معي ووضعت لي للاستذكار تتناسب مع حالتي الصحية .. كنت أتناول الدواء وبيدي الكتاب، وهي على رأس الفراش تقدم لي أي شئ أحتاجه .. وكانت تسهر اكثر مني ، وتصل الليل بالنهار لتهيئ لي كل اسباب النجاح وبالفعل دخلت الامتحان وحصلت على مجموع 97.5% والتحقت باحدى كليات القمة (الهندسة) التي كنت احلم بدخولها وواصلت المسيرة والام تقف ورائي وتدعمني وتشجعني حتى حصلت على البكالوريوس ثم على الماجستير ثم على الدكتوراه.
وأنا الان لا تكفيني عبارات الثناء والشكر والامتنان لهذه الام الفاضلة.
قد يقاطعني أحد القراء ويقول : (هذا امر طبيعي .. كل ام تفعل ذلك .. ما الغريب في الامر اذن؟؟!!)
أقول مبتسماً : النبيل في هذا الامر وما يجعله عظيما ان هذه الام الفاضلة التي لا استطيع – مهما فعلت- ان ارد لها الجميل ليست امي المتوفاة .. لكنها زوجة ابي التي عاملتني معاملة ابنها دون أي تمييز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق