الاثنين، 31 أكتوبر 2011

المتحف البغدادي: صور ومشاهد من اصل التراث الشعبي البغدادي

المتحف البغدادي: صور ومشاهد من اصل التراث الشعبي البغدادي



في اطار سعي امانة بغداد لاعادة الالق للعاصمة بغداد ومرافقها السياحية تقوم الفرق الفنية المتخصصة من فنانين ونحاتين وحرفين باعمال صيانة وترميم لتماثيل وابنية المتحف البغدادي لاعادة احياء صور التراث الشعبي التي احتواها المتحف.



وبسبب تقادم الزمن وعدم توجيه العناية اللازمة فضلا عن الاهتزازات التي تسببها التفجيرات التي شهدها شارع الرشيد التاريخي، حيث يقع المتحف في احد شوارعه الفرعية المطلة على نهر دجلة، كل ذلك ادى الى تفتيت عدد من التماثيل واصابتها باضرار شوهت معالم معظمها فضلا عن تكسر زجاج شبابيك المتحف وسقوط اسقفه والهياكل الشعبية التي تشكل ديكورا للمشاهد المعروضة في المتحف.





امانة بغداد خصصت اموالا لتنفيذ حملة تجديد لمعالم المتحف البغدادي والمشاهد الشعبية المعروضة فيه فضلا عن المهن والحرف التي امتهنها البغداديون في فترات من تاريخ العاصمة العراقية.





مديرة المتحف وكالة سليمة كريم أشادت بجهود العاملين في اعمال الصيانة والفنانين معربة عن املها في ان يستعيد المتحف زواره الذين هجروه، وقالت أن "المتحف بحاجة الى عناية اكبر من قبل الدولة كونه احد الصرح السياحية المهمة في العاصمة بغداد"، مشيرة الى "ان المواد المستخدمة في صناعة التماثيل ليست بالكفاءة العالية وهذا ما يتطلب
من الفنانين تقديم العناية واصلاح هذه التماثيل بشكل دائم".





واضافت "بعض الفنانين يرى ضرورة صنع تماثيل المتحف من مادتي الشمع او السليكون غير ان هذه المواد غير موجودة في العراق ولابد من استقدامها من خارج العراق" كاشفة عن "ان الاموال المخصصة للمتحف لا تكفي لشرائها بالعملة الصعبة فضلا عن حاجتنا الى فرق متخصصة في التراث الشعبي لتقوم بعمليات البحث عن التحف الفنية الشعبية التي تشكل جزءا من التقاليد والفلكلور الشعبي البغدادي لوضعها في المتحف وتكون سجلا للفلكلور والتاريخ الشعبي
البغدادي".



الفنانة تقى صلاح رسامة مشاهد في المتحف اكدت "ان العمل المنجز حاليا يقوم على اساس تطوير الصور المعروضة في المتحف واضافة مشاهد اخرى فضلا عن وضع اللمسات الفنية بما يلائم الواقع اضافة الى ادخال المؤثرات الصوتية المناسبة".
واشارت الى ان المتحف يبعث الحزن في نفوسنا لانه خالي من الزوار داعية العراقيين الى استعادة جزء من تقاليدهم المفرحة في زيارة المتحف والتعرف على النتاج الشعبي العراقي.





والمتحف البغدادي يتضمن مشاهد للمهن العراقية مثل الحلاق والعلوجة والنداف والحائك والمصور الشمسي والخباز والحداد والكببجي والحفافه ومشاهد اخرى من التقاليد الشعبية البغدادية مثل الكتاتيب والعرس البغدادي فضلا عن صور العاشقة واطلالتها من الشباك البغدادي وعملية الطهور والحمام الرجالي وغير ذلك من المشاهد والصور المجسدة بتماثيل مصنوعة من مادة البورك المستخدمة في اعمال البناء.





اسس المتحف عام 1970 في احد البيوت البغدادية القديمة التي يعود تاريخها الى عام 1869 المطلة على نهر دجلة في جانب الرصافة من بغداد ويضم اكثر من مئتي تمثال تجسد حوالي سبعين مشهدا تتعلق بفترة زمنية تتجاوز القرن وتدور معظمها حول معيشة البغداديين وحرفهم وطبيعة الحياة في ازقة بغداد. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق