الاثنين، 31 أكتوبر 2011

متحف الشمع في لندن


من الصعب عليك وأن تزور عاصمة الضباب ـ لندن ـ ألا تسوقك أقدامك إلى معلم بارز من معالم لندن الكثيرة والمتنوعة ذلكم هو متحف الشمع في لندن أو كما يسمى بـ(madame tussauds) والواقع في وسط العاصمة البريطانية في شارع بيكر ستريت. 
سألت صاحبي القاطن في لندن منذ سنوات عن الأماكن التي ينبغي لي زيارتها وإلا عضضت أناملي وقرعت سني..
فقال لي واللهفة بادية على محياه : يجب عليك زيارة متحف الشمع فسوف تقضي وقتا ماتعا ومثيرا في ذلك المكان وسوف تدهش لما سوف تراه. قلت في بالي وصديقي هذا يستحثني على الذهاب لاشك أنه يبالغ كعادتنا نحن العرب في تضخيم الأشياء وتهويلها,, لكنني أعترف بعد أن تجولت في متحف الشمع أن صاحبي هذا كان محقا بل وربما مقلا وبخيلا في وصفه لهذا المعلم العجيب..
تفاجأ عند دخولك لجنبات المكان بشعور يداخلك أنك أصبحت جزءا منه وتنتفي عوالم الزمان والمكان الذي كنت فيه قبل دخولك, وكأنك انتقلت من عالم إلى آخر تماما كبطل أفلام العودة إلى المستقبل, والذي شاهدته حينما كنت يافعا فتمنيت أن لو تحملني آلة الزمن الافتراضية تلك لتنقلني من عالمي وواقعي هذا إلى عالم المدينة الفاضلة الذي حكي عنه أفلاطون في كتابه.

تأخذك الدهشة وأنت تتنقل في أجزاء المتحف المختلفة مابين التماثيل الشمعية المتقنة لأبرز الشخصيات السياسية والرياضية والتي تركت بصمتها على واقعنا المعاصر.
إلى أوربا في العصور الوسطى ومحاكم التفتيش مرورا بلندن التي كانت غارقة في عصور الظلام والديجور..

أكثر أجزاء المكان إثارة بالنسبة لي كان قسم المشاهير من رموز الفن والسياسة والرياضة , فقد أبدع فنانو هذا القسم أيما إبداع في تصوير الشخصيات في حالة فنية غير مسبوقة ,كماتلحظ اهتمامهم بتفاصيل الشخصية الدقيقة والعلامات المميزة لكل مجسم ابتداء بملامح الوجه وانتهاء بالملابس والاكسسورات المصاحبة, ما يجعلك تصدق احيانا أنك تلتقي بياسر عرفات ,وتتجاذب أطراف الحديث مع العقيد القذافي, أو لعلك تتبادل الابتسامات البريئة بينك وبين الأميرة الراحلةديانا, أو ربما سمح لك أسطورة كرة القدم بيليه أن تتصور إلى جانبه حقيقة..
كما يتيح لك المكان أن تعقد مؤتمرا صحفيا مهما وتعتلي منصة الحديث ويبدو عن يمينك سيئ الذكر بوش والراحل غير مأسوف عليه رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير ..
في نفس المكان الذي يتواجد فيه بوش وتوني بلير يقف الزعيم الكوبي فيدل كاسترو ببزته العسكرية المعروفة غير آبه بأحد ,وليس بعيدا عنه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في مشهد يثير في ذهن الواحد منا علامات استفهام وتساؤلات بل وربما تناقضات غير مفهومة على أرض الواقع السياسي بالطبع لا على أرض متحف الشمع بلندن ... 
 

كما أن العائلة المالكة في بريطانيا تتصدر المكان بطبيعة الحال وفي مكان يليق بأسرة تحكم بريطانيا ولوبصورة رمزية منذ مئات السنين..
أما محبو المغامرة وفلم قراصنة الكاريبي pirates of the caribbean والممثل جوني ديب فلا شك أنهم سيجدونه مع حسنائه في زوايا قسم المشاهير والأعلام...
ولك بعد ذلك أن تلقي التحية على الرجل الوطواط وكذلك سوبر مان والرجل الأخضر وغيرهم الكثير..
الحق أنها كانت زيارة مشوقة حملت في طياتها فصول من الإثارة والمتعة عبر متحف الشمع الشهير بلندن , تبقى نصيحة أخيرة لكل من ينوي زيارة لندن لا تفوت الفرصة فالمتحف يستحق المشاهدة بكل تأكيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق